راجعت مؤشرات الأسهم وسندات الخزانة الأميركية اليوم الخميس، مع تأكيد مسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عزمهم على المضي في معركتهم ضد التضخم، محذرين من المزيد من الألم في الفترة المقبلة.
أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على انخفاض بنسبة 0.3%، فيما انخفض مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 0.2%، بعدما تمكّنا من تقليص خسائرهما التي تجاوزت 1% خلال الجلسة، في وقت ارتفع فيه الدولار، وكذلك عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جيمس بولارد، إنَّ على صانعي السياسة النقدية رفع أسعار الفائدة إلى ما يتراوح بين 5% و5.25% على الأقل للحد من التضخم، محذراً في الوقت ذاته من ضغوط مالية متزايدة في المستقبل.
جاءت تعليقات بولارد بعد يوم من تعليق آخر لرئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أشارت فيه إلى أنَّ التوقف عن رفع أسعار الفائدة "غير مطروح على طاولة البحث".
كرر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الحديث عن الحاجة إلى المضي قدماً لتقليص ضغوط الأسعار، وذلك بعدما بدأ التضخم ينحسر للتو، في أعقاب تسجيله أعلى مستوياته في عقود، في وقت أظهر مقياس خاص بمبيعات التجزئة في الولايات المتحدة زيادةً بأسرع وتيرة في ثمانية أشهر. وكذلك، أظهرت أحدث البيانات أنَّ طلبات إعانة البطالة الأسبوعية جاءت أقل التوقُّعات في استطلاع أجرته "بلومبرغ"، وهو ما يؤكد قوة سوق العمل الأميركية.
قال يوهان جراهن، رئيس صناديق الاستثمار المتداولة في شركة "أليانز إنفستمنت مانجمنت" (Allianz Investment Management): "المهم هو أنَّ الاحتياطي الفيدرالي يتبع قواعد اللعبة ذاتها التي لديه الآن منذ فترة طويلة". وأشار إلى أنَّ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يكرر بإصرار موقفه المتشدد لكي تبقى الأسواق في وضع حرج، ولذلك؛ فإنَّ ارتفاع السوق بعد صدور البيانات التي أظهرت تباطؤ التضخم، لم يكن ما يريد مسؤولو البنك المركزي رؤيته، على حد قول جراهن.