في الأزمات الاقتصادية العالمية السابقة، كانت البنوك الكبرى بالعالم تبحث عن الفائدة الخاصة بها فقط دون النظر عن مصالح الآخرين، لكن في الأزمة الأخيرة يمكن أن تلعب تلك البنوك دور البطل والمساهمة في حل الأزمة.
ففي تقرير نشرته واشنطن بوست تحدّثت فيه عن أزمة البنوك الأمريكية وانهيار سيليكون فالي، وتطرّقت إلى أنّ الأزمة لن تطال البنوك الكُبرى بل إنّهم سيمرون منها دون مخاوف أو قلق، بل إنّهم يمكن أن يكون لهم دور هام في عملية الإنقاذ التي تتم.
ودائع بعشرات المليارات
وبحسب تقرير واشنطن بوست فإنّ مسئولون أمريكيون أكدوا على أنّ هناك ودائع بعشرات المليارات من الدولارات تدفقت إلى خزائن البنوك العملاقة مثل جي بي مورجان تشيس وبنك أوف أمريكا، كون أنّ المستهلكون والشركات أيضًا ممن أصابهم تخوف من الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي حولوا أصولا تزيد عن 200 مليار دولار في البنوك الكبرى.
وتحدث نائب وزير الخزانة الأمريكي والي أدييمو، الجمعة عن إن حالة الذعر تراجعت خاصة وأنّه على مدار أسبوع من العمل، استقرت تدفقات الودائع في البنوك الإقليمية والصغيرة. وفي بعض الحالات انعكس الأمر بشكل متواضع، حسب واشنطن بوست.
انخفاض ملحوظ
حسبما نشرت واشنطن بوست في تقريرها، فإنّه اعتبارًا من عام 2021، كان هناك نحو 4237 بنكًا في الولايات المتحدة اعتبارًا من عام 2021، العدد الذي انخفض بشكل ملحوظ عن السنوات الماضية، ففي عام 1994 كان عدد البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 10 آلاف بنك.
السبب الذي جعل عدد البنوك تنخفض بشكل ملحوظ كان سيطرة شركات عملاقة مثل JPMorgan Chase التي تبلغ أصولها 3.8 تريليون دولار، والتي سيطرت على عدد كبير من البنوك الصغيرة حينها.
إنقاذ قبل الانهيار
استحواذ Goldman Sachs، خامس أكبر شركة قابضة للبنوك، على محفظة قروض SVB قبل أيام من انهيارها، قد يدفع البنوك الكبرى الآن بالاستحواذ على بقية SVB أو المؤسسات الأخرى التي فشلت في الأيام الأخيرة، مثل Signature Bank of New York وSilvergate Capital، اللذان أعلنا أنهما سيقومان بالتصفية بسبب الأزمة القائمة.
بعض المستثمرين، بمن فيهم بيل أكمان، الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط Pershing Square، يعتقدون أنّ الصورة التنظيمية الغامضة قد تشجع على مزيد من الاندماج، للخروج بأفضل حل من الأزمة القائمة.
وحسب واشنطن بوست في تقريرها فإنّ، مارتن جرونبرج، رئيس اللجنة الفيدرالية للتأمين على الودائع، يحاول العمل على تشديد اللوائح التي تحكم اندماج البنوك لمراعاة أكبر للعواقب المحتملة على الاستقرار المالي في البلاد، لكن في النهاية فالبنوك الكُبرى لن تخرج خاسرة من تلك الأزمة بخلاف البنوك الصغيرة التي تُعاني بدرجة كبيرة.
المصدر