الرياض - بنوك مباشر: قالت وكالة إس آند بي جلوبال إنه سيكون لحرب إسرائيل على غزة تداعيات على الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال 3 سيناريوهات مالية محتملة.
وأوضحت الوكالة في مذكرة بحثية صادرة اليوم الاثنين أنه بالتركيز على قطاع السياحة، فسيكون الضرر الأكبر على لبنان ومصر والأردن؛ مما يؤدي إلى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ويضعف مراكزه الخارجية، على الرغم من أنه بالإمكان تخفيف ذلك إلى حد ما من خلال الدعم المحتمل من الجهات المانحة الدولية.
وبينت أنه بالنسبة لدول الخليج وتركيا والعراق، فمن غير المرجح أن يكون التأثير كبيراً على تدفقاتها السياحية وفقاً للسيناريو الأساسي الحالي لدى الوكالة، وسيتوقف هذا إلى حد كبير على مدة استمرار الصراع وما إذا كان سيمتد ليشمل أجزاء أوسع من المنطقة.
ووضعت الوكالة 3 سيناريوهات محتملة تتعلق بخسارة عائدات السياحة - بنسبة 10% و30% و70% - وأثر ذلك على الاقتصادات المصنفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقومة بالدولار الأمريكي، وحصة الناتج المحلي الإجمالي، ونسبة احتياطيات النقد الأجنبي.
ففي العام الماضي، ساهمت السياحة بنسبة 26% من إيرادات الحساب الجاري للبنان، وبلغت المساهمة في الأردن 21%، وفي مصر كان الرقم 12%، و3% بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونوهت الوكالة إلى تراجع عدد السياح القادمين إلى لبنان خلال الصراع اللبناني الإسرائيلي عام 2006، الذي استمر على مدى 34 يوماً، بنسبة 40% تقريباً في شهري يوليو/تموز، وأغسطس/آب وبنسبة 6% في المتوسط للعام بأكمله مقارنة بـعام 2005.
كما تراجع عدد السياح، خلال "الربيع العربي" عام 2011، بنسبة 33% في مصر وبنسبة 20% في الأردن، وانخفض عدد السياح حول العالم، خلال جائحة كوفيد-19، بنسبة 70% في المتوسط في عام 2020.
وقالت إنه من المرجح أن يواجه الاقتصاد الأسرائيلي عواقب أكثر خطورة من الاضطرابات اللوجستية وتوقف الأعمال وانخفاض القوى العاملة، وتعليق إنتاج الغاز في حقل تمار وانخفاض الاستثمار.
ورجحت الوكالة انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 5% على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2023؛ مما يؤدي إلى انخفاض النمو للعام بأكمله إلى 1.5%، متوقعاً نمواً بنسبة 0.5% لعام 2024
ويوفر قطاع السياحة فرص عمل لنحو 20% من السكان في الأردن ولبنان، وهو قطاع مهم؛ نظراً لمعدلات البطالة التي تبلغ نحو 30% في لبنان و19% في الأردن، وفي مصر، يوفر هذا القطاع فرص عمل مباشرة لما يقرب من 10% من السكان.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، أبلغت العديد من وكالات السياحة في مصر عن إلغاء نحو نصف الحجوزات لشهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، خاصة من المسافرين الأوروبيين.
وأوقفت شركات طيران مثل لوفتهانزا ويورو وينجز والخطوط الجوية السويسرية رحلاتها إلى لبنان في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وتعتقد أن اتجاهات مماثلة يمكن أن تظهر في قطاع السياحة في الأردن، علماً بأن لبنان وهو الأكثر اعتماداً على قطاع السياحة بين الدول الأربع؛ إذ يُمثل 26% من إيرادات الحساب الجاري.
وتشير البيانات إلى أنه إذا انخفضت عائدات السياحة بنسبة 10% إلى 30%، فإن الخسارة المباشرة في الناتج الاقتصادي يمكن أن تصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبشأن مصر فخسارة إيرادات السياحة بنسبة تتراوح بين 10%-30% يمكن أن تكلف البلاد ما بين 4%-11% من احتياطيات القطع الأجنبي إذا تدخل البنك المركزي المصري في سوق صرف العملات الأجنبية، مع توقعات استمرار المانحين متعددي الأطراف والثنائيين في دعم مصر والأردن.
ومع تصاعد المخاطر الأمنية على نطاق أوسع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن أن يؤدي إلى تثبيط تدفق السياح، وعلى وجه الخصوص، تمتلك تركيا والإمارات العربية المتحدة قطاعات سياحية كبيرة ومتنوعة يمكن أن تتأثر إلى حد ما بسبب إلغاء حجوزات الفنادق والفعاليات.
وتتوقع الوكالة ألا يكون الانخفاض كبيراً لعدة أسباب، فالتأثير على تركيا سيكون على الأرجح ضئيلاً لأنها أبعد جغرافياً عن الصراع من الدول الأخرى، كما أن الإمارات ستكون محمية من التأثر إلى حد ما لأن تدفقات السياح تجاوزت بالفعل مستويات ما قبل الجائحة.